حنان الفردان : معهد الرمسة يهدف إلى نقل العادات والتقاليد الإماراتية
ولدت فكرة تأسيس معهد “الرمسة”على يدّ رائدة الأعمال الإماراتية حنان الفردان، التي تخصصت في بداية مشوارها بالدراسات الدولية،مما أتاح لها الاطلاع على لغات وثقافات مختلفة،ثم نالت درجة الماجستير في إدارة السياسات التعليمية، وعملت في هيئة المعرفة والتنمية البشريةفي قسم جودة الجامعات لمدة ست سنوات، تعرفت من خلال عملها إلى أهمية تعليم اللغة العربية للآخرين ومدى شغف كثير من الطالب الأجانب في إتقان تلك اللغة، وقررت بعد ذلك التفرغ لمشروعها الفريد من نوعه الذي أسسته قبل خمس سنوات، وتابعت مشوراها في نقل عادات وتقاليد مجتمع الإمارات العربية المتحدة عن طريق تعليم اللهجة الإماراتية وتنظيم تجارب الطعام الشعبي.
حنان، في البداية دعينا نتحدث عن فكرة إنشاء معهد “الرمسة” المتخصص باللهجة الإماراتية، كيف تبلورت؟
أدركت من خلال دراستي وعملي في هيئة المعرفة قسم جودة الجامعات أهمية تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، إلا أن نضوج الفكرة كان مختلفًا بسبب طلب إحدى صديقاتي مني تعليمها الرمسة الإماراتي، لتتمكن من الاندماج مع مجتمعنا وفهم أحاديثنا في المجالس والاجتماعات، وبالفعل نزلت تحت رغبة صديقتي وبدأت أجمع بعض الكلمات والوسائل التوضيحية وكنت أسال المحيطين بي من غير العرب، ما هي حاجاتهم اللغوية للتواصل مع المجتمع المحيط، وما الأشياء التي يرغبون في تعلمها، أعجبني الموضوع واستمتعت وراقت لي فكرة افتتاح معهد الرمسة لتعليم اللهجة الإماراتية.
يلاحظ الزائر للمعهد وجود اللمسة الإمارتية في كل مكان، في أسماء القاعات وفي العبارات الموزعة على الوسادات، برأيك ما أهمية ذلك؟
بالفعل،لقد تعمدت تسمية القاعات في المعهد بأسماء إماراتية ترتبط بالبيئة المحلية،ولكل اسم دلالاته في البيئة المحلية، فعلى سبيل المثال أطلقت اسم العرقوبوهي الصحراء، والواحة وهي المكان الخصب، والمُزن هي الغيوم السوداء التي تحمل المطر، وهذه التسميات بحدّ ذاتها وسائل مساعدة في عملية التعلم، كذلك اخترنا أمثال معروفة ومشهورة لنكتبها على الوسادات التي صُمِّم بعضها على شكل شخصيات شعبية عرفت في مجتمعنا المحلي مثل أم خماس، فعلنا هذا كله لنجعل المتعلم يعيش في بيئة إماراتية حقيقية.
ما المنهج الذي يدرَّس في المعهد، ومن أي الجنسيات روادكم؟
يدرس في المعهد طلاب من دول العالم كافة، وأنا سعيدة بنقل ثقافة بلدي الذي أحب عن طريق اللغة، فقد استطعنا خلال الفترة الماضية تعليم مجموعة من الطلاب من مختلف الجنسيات، وفي بداية المطاف لم يكن لدينا منهج، ما دفعنا لتأليف معجم إماراتي إنكليزي استوحينا كلماته من حاجات الطلاب، فكنت دائمة السؤال عن المفردات التي يود المتعلمون التعرف إليها. كما ترجمنا المعجم إلى لغات عدة، منها على سبيل المثال لا الحصر الإيطالية والكورية والصينية والألمانية ونسعى لترجمته إلى اللغات كافة.
أطلقت أيضا تجربة ثانية فريدة من نوعها، وهي تجربتك مع منصة Airbnb”“ماذا تخبرينا عن هذه التجربة؟
أثارت منصة Airbnb اهتمامي لكونها تسعى لخلق التواصل بين مختلف شعوب العالم وتوفير تجارب سفر متنوعة، يمكن من خلالها الاطلاع على عادات وتقاليد الآخرين من خلال نشاطات متنوعة مبنية على التبادل بين الناس، لذلك وانطلاقًا من إيماني بأهمية الحفاظ على تراثنا الإماراتي، وإصراري على نقله للآخرين، طرحت فكرة تجربة الأطباق الإماراتية الأصيلة،باستضافتي للسياح من مختلف أنحاء العالم، وتقديم شرح موجز عن البيت الإماراتي القديم، والأنواع المختلفة للمأكولات الشعبية وطريقة تحضيرها وتقديمها،وبعض العادات المتعلقة في شرب القهوة والبخور والحناء وما شابه ذلك.
كيف يتم التواصل، وما الطريقة التي يمكن من خلالها المشاركة في هذه التجربة؟
توفر المنصة تطبيقيمكن للراغبين في الاطلاع على تجربتنا، تنزيله وتسجيل رغبتهم في تجربة الطعام، وفي اليوم المعلن عنه يحضر الجميع ويشاركوننا في تحضير الطعام وتعلم بعض المفردات وشرح الكثير من العادات ونشأتها، وتغلب أجواء المرح على التجربة حتى إن الكثير من الضيوف يكررون التجربة نفسها أكثر من مرة، وهذا دليل واضح على نجاحها.
ما الفرق بين تناول الطعام الإماراتي في مطاعم متخصصة وتناول الطعام في التجارب التي تنظموها؟
ما يميز تجربتنا هو التكامل، فنحننشرح طريقة تحضير الطعام وتناوله، ونشرح عن مفاهيم وعادات مرتبطة فيه، بما معناه أننا نركز على توفير عناصر حقيقة للاستمتاع بالتجربة والاستفادة منها، ونسعى لدمج المشاركين في مجتمعنا وفهمه، وهذا ما لا يجده السائح في المطعم، وكلُّنا يعلم أنَّ الطعام يلبي حاجة اجتماعية.
قد تبدو الفكرة للوهلة الأولى بسيطة إلا أن من يتعمق بها يدرك أن هذه المشاريع الهادفة، تحافظ على ذاكرة المكان وتحيي عادات وتقاليد أصيلة تجذرت به وتحميها من الاندثار والضياع.
Leave a Comment