منوعات

المنتدى الاستراتيجي العربي يعقد جلسة لمنتسبي مركز محمد بن راشد لإعداد القادة

في إطار رؤيته لترسيخ الفكر الاستراتيجي وتعزيز قدرات القيادات المستقبلية،نظم مركز محمد بن راشد لإعداد القادة لمنتسبيه جلسة حول التوجهات العالمية في 2025 وقدمها المنتدى الاستراتيجي العربي لتعريف  القيادات حول القضايا الاستراتيجية الراهنة، وذلك في مجلس أم سقيم، بحضور أكثر من 100 قائد وخريج من برامجمركز محمد بن راشد لإعداد القادة.

وتركزت أعمال المجلس على جلستين حواريتين، تناولت الأولىالتحولات الاستراتيجية العالمية وانعكاساتها على المشهدينالسياسي والاقتصادي، فيما استعرضت الثانية مفاهيم القيادةفي عالم متغير، مسلطةً الضوء على المهارات والاستراتيجياتالمطلوبة لتمكين القادة من مواكبة التطورات المتسارعة وصياغةمستقبل أكثر استدامة وابتكاراً.


جلسة خاصة:
المنتدى الاستراتيجي العربي

وفي سياق المنتدى الاستراتيجي العربي وأهدافه في استشرافالمستقبل وتحليل التحولات الاقتصادية والجيوسياسية، جاءتالجلسة الخاصة الأولى لتسلط الضوء على التغيرات العالميةالمتوقعة بحلول عام 2025 وتأثيرها على المشهدين السياسيوالاقتصادي، وبهدف تزويد صناع القرار برؤى دقيقة حولالاتجاهات العالمية، قدم إيريك بالوما“، مدير مركز هيس للآفاق الجديدة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، تحليلاً معمقاً للتحولات العالمية والإقليمية المتوقعة خلال عام 2025، وركزت الجلسة على تأثير هذه التغيرات على المشهدين السياسي والاقتصادي، مسلطةً الضوء على السيناريوهات المحتملة وكيفية استعداد القادة لمواكبتها.

كما ناقش دور استشراف المستقبل في تعزيز صناعة القرار، وأهمية تبني استراتيجيات مرنة تستند إلى البيانات والتوقعات المدروسة، وأبرز المتغيرات الجيوسياسية والتكنولوجية التي ستعيد تشكيل موازين القوى الدولية، مع التأكيد على ضرورة استعداد المؤسسات الحكومية والخاصة لهذه المتغيرات.

التحولات الديموغرافية والنمو الاقتصادي

وفيما تتسارع التغيرات الديموغرافية في العالم مع تباطؤمعدلات النمو السكاني، ما يخلق ديناميكيات جديدة فيالأسواق العالمية، أوضح أريك خلال جلسته أنه في الوقت الذييؤدي فيه انخفاض معدلات المواليد إلى تراجع القوى العاملة،تبرز العلاقة العكسية بين النمو السكاني وإجمالي الناتجالمحلي، حيث تستفيد بعض الدول من انخفاض عدد السكان عبرتعزيز الإنتاجية والابتكار. ومع ذلك، فإن شيخوخة المجتمعاتتشكل تحدياً اقتصادياً مستقبلياً، إذ تفرض ضغوطاً متزايدة علىأنظمة الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية، مما يستدعي تبنيسياسات استباقية لضمان استدامة التنمية الاقتصاديةوالاجتماعية.  

إعادة تشكيل النظام العالمي

واختتم أريك جلسته التفاعلية بأن التحولات الجيوسياسيةأصبحت تؤثر بشكل متزايد على مختلف جوانب الحياة اليومية،من التجارة العالمية إلى الأمن الغذائي والاستقرار الاجتماعي. وتلعب النزاعات الإقليمية وقضايا النزوح القسري دوراً محورياًفي إعادة توزيع مراكز القوة الاقتصادية، حيث تؤثر موجاتالهجرة على التركيبة السكانية للدول المستقبِلة، ما يستدعيحلولاً تكاملية تعالج التحديات الاقتصادية والاجتماعية الناجمةعنها. وفي ظل تزايد حالة عدم اليقين العالمي، تصبح الحاجةملحة لتطوير استراتيجيات جديدة قادرة على التكيف معالتحولات الجيوسياسية، بما يضمن استقرار الأسواق وتماسكالنظام العالمي في مواجهة التحديات المستقبلية.

هذا وقد شهدت الجلسة تفاعلاً واسعاً من الحضور، حيث تم طرح مجموعة من الأسئلة حول أفضل الممارسات في تحليل الأوضاع العالمية، ودور التعاون الدولي في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتعزيز الفرص التنموية، وأكد المتحدث أن المنطقة العربية تمتلك إمكانيات هائلة للريادة إذا ما تم تبني سياسات مرنة ومستدامة. 

وإيريك بالوما هو خبير استراتيجي ومدير مركز هيس للآفاقالجديدة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، يتمتع بخبرةواسعة في تحليل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، كما يشرف على دراسات معمقة حول مستقبل العلاقات الدولية وتأثيرها على موازين القوى، ويقدّم رؤى استشرافية لصنّاعالقرار حول الاتجاهات الاستراتيجية الناشئة، كما عمل علىمشاريع بحثية رائدة في مجالات الأمن العالمي، والتنافسالاقتصادي، والتغيرات الديموغرافية، مما جعله أحد أبرزالمتخصصين في استشراف التحديات المستقبلية وتقديم حلولمبتكرة لمواجهتها.

نهج مركز محمد بن راشد لإعداد القادة

أما الجلسة الثانية، التي أقيمت تحت عنوان إعداد القادة في عالم متغير“، فقد عكست نهج مركز محمد بن راشد لإعداد القادةفي تمكين القيادات من تطوير مهاراتهم الاستراتيجية لمواكبةالتحولات العالمية، واستناداً إلى فلسفة المركز في إعداد جيل منالقادة القادرين على التكيف مع المتغيرات، قدّم أليكس كوك“،المستشار التنفيذي لاستراتيجيات نمو الشركات العالمية، رؤىعملية حول آليات القيادة في عالم سريع التطور، وأهمية التفكيرالاستراتيجي واتخاذ القرارات القائمة على تحليل المعطياتلضمان استدامة النمو والنجاح المؤسسي، في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم.

كما ركزت الجلسة على مفاهيم القيادة التحويلية ودورها في تحقيق استدامة النمو، حيث أشار كوك إلى أن القادة الذين يمتلكون رؤية استباقية ويعتمدون على الابتكار في اتخاذ القرارات هم الأكثر قدرة على توجيه مؤسساتهم نحو النجاح، كما استعرض أمثلة عملية من تجارب شركات عالمية استطاعت تحقيق تحول جذري من خلال تبني نهج القيادة المرنة.

وتطرقت الجلسة إلى التحديات المستقبلية التي تواجه القادة،خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية والتطورات التقنية المتسارعة،وأكد كوك أن بناء بيئة عمل ديناميكية تتسم بالشفافية وتمكين الكفاءات يعد من الركائز الأساسية للقيادة الفاعلة في العصر الحديث.

واختُتمت الجلسة بنقاشات تفاعلية تناولت استراتيجيات مواجهة التغيرات غير المتوقعة، وأهمية بناء قادة يتمتعون بالقدرة على التكيف والابتكار، بما يتماشى مع رؤية دبي في الريادة واستشراف المستقبل.

Leave a Comment