استطاع مسلسل “ما اختلفنا” بجزئه الثاني الابداع في تحقيق الشروط الفنية الخاصة بالكوميديا السوداء، ضمن مجمل لوحاته الكوميدية بشكل عام، والتي شكلّت حالة من النقد الاجتماعي الساخر والمحاكاة العميقة لحال الإنسان العربي.
ويُعد هذا النوع من أصعب ضروب الكوميديا، إذ يتطلف المواقف الطريفة والأداء اللطيف، فوق قصة عميقة المضمون، على غرار لوحة “لم شمل” من تأليف زياد ساري.
ورصدت اللوحة والدة وابنتها تتلقيان نبأ سعيداً من رب الأسرة، يُفيد بجاهزية أوراق لم الشمل، على أن يرسلها في غضون أيام قليلة مع بطاقات السفر.
وفي هذه الأثناء تكثر الطلبيات من الأم وابنتها اللتين تعملان في تحضير “المونة المنزلية” وبيعها، فتطلبان من رب الأسرة تأجيل لم الشمل، بل عودته، لأن العمل يزدهر بشكل كبير.
وسط فرحة الأسرة، تصل دورية رسمية لتمنع العائلة من العمل المنزلي، وتسّطر مخالفة بحقها، ما يدفع الأم إلى التصال بزوجها طالبةً منه إرسال الأوراق لتهجر بلدها.
وقالت في حوار حزين: “حطيت كل طاقتي ووصلت ليلي بنهاري لحتى ضل هون اتسمكت بإيديي وسناني ببلدي حسيت حال متل السمك إذا بطلع من هون بختنق بموت”.
وأضافت: “حطوني بقنينة وسكروا عليي وما خلولي فرصة اني ضل هون ببلدي”.
وختمت بقولها: “بعت وراق لم الشمل لأن ما خلولنا مونة نسد فيها جوعنا”.
ويشهد الكاست التمثيلي في الجزء الثاني إضافات نوعية، كانضمام “سيدة الكوميديا السوريّة” سامية الجزائري، إلى جانب نجوم كثر أحبّهم الجمهور العربي ومنهم فادي صبيح ومحمد حداقي ونور علي وأيمن عبد السلام وليليان نمري ويوسف حدّاد وباسل حيدر وأسامة حلال… مع استمرار نجوم من الجزء الأول مثل محمد خير الجرّاح وأندريه سكاف ونادين تحسين بيك وديمة الجندي ونظلي الرواس وشادي الصفدي ورنا شميس وحلا رجب وجمال العلي وجرجس جبارة ووائل زيدان…
والعمل من تأليف مجموعة من أبرز الكتّاب العرب، بإشراف الكاتب زياد ساري، ومدير إدارة الإنتاج فراس العمري والمنتج المنفّذ أسامة الحمد، والمخرج وائل أبو شعر.
Leave a Comment